يقول الله -عزّوجلّ-:
{إنّا نحنُ نزلّنا الذّكرَ وإنّا له لحافظون}
ويعلق أحد المفكرين على معنى هذه الآيه بقوله:
(العجيب إن الله تعالى أرشدنا إلى تدبّر القرآن، وتكفّل لنا بحفظه، لكننا انشغلنا بالحفظ عن التدبّر!)
لذلك فعلاقتنا بالقرآن تحتاج مراجعة، فأغلب المسلمين تقتصر علاقتهم بالقرآن على الحفظ والتلاوة.
وفي رمضان السؤال المعتاد: كم ختمة ختمتَ؟
وعندما يريد المسلم تقوية علاقته بالله تعالى، يبدأ بحفظ القرآن، ويصبح همه حفظ أكبر عدد ممكن من الأجزاء.
وقد يكون سبب الحفظ جزء منه لله، وجزء آخر مرتبط بلفت الانتباه، والوصول لمكانة في قلب الناس؟
لا تسأل نفسك: كم مرة ختمت القرآن؟ بل اسألها: كم مرة تأثرت بالقرآن؟
هل فكرت في ختم القرآن تفسيرًا، وفهما للآيات وتدبرها؟
قال (عبدالله بن مسعود) -رضي الله عنه-:
( كان الرجل منّا إذا تعلم عشر آيات، لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن، والعمل بهن).
وقال رجل لعبدالله بن مبارك: (قرأت القرآن البارحة في ركعة، فقال له: أعرف رجلًا لم يزل البارحة يكرر: (ألهاكم التكاثر) إلى الصبح، لم يستطع تجاوزها).
ويقول (الحسن البصري) معاتبًا كلّ من يحرص على عدّ ختمات القرآن: كيف يرق قلبك، وإنما همك متى أن تصل إلى آخر السورة؟!)
إنّ قراءة القرآن. عبادة، والعبادة لا تكون بغفلة، فاحرص على أن يكون همك كيف يتأثر قلبك بالقرآن؟ كيف يخشع؟
ولن يتم ذلك -بإذن الله- إلا بالتدبر والتفكر.
🖋️ منقول بتصرف من كتاب (أربعينيات) للكاتب (أحمد الشقيري)💫
💎💎💎